مختــــــــارات
حَيَاتُكَ أَنْفَاسٌ تُعَدُّ فَكُلَّمَا مَضَى * نَفَسٌ أَنْقَصْتَ مِنْ عُمْرِهَا جُزْءَا
وَيُحْيْيكَ مَا يُغْنِيْكَ فِي كُلِّ حَالَةٍ * وَيَحْدُوْكَ حَادٍ مَا يُريْدُ بِكَ الْهُزْءَا
فَتُصْبِحُ في نَفْسٍ وَتُمْسِي بِغَيْرِها * وَمَا لَكَ مِنْ عِقْلٍ تُحِسُّ بِهِ رُزْءَا
دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا * وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ
وَلاَ تَجْمَع مِنَ المَالِ * فَلاَ تَدْرِي لِمَنْ تَجْمَعْ
وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِكَ * أَمْ في غَيْرِهَا تُصْرَعْ
فَإِنَّ الرِّزْقَ مَقْسُومٌ * وَسُوءُ الظَّنِّ لا يَنْفَعْ
فَقِيْرٌ كُلُّ مَنْ يَطْمَعْ * غَنِيٌّ كُلُّ مَنْ يَقْنَعْ
عَالِمٌ بِالبَلاَءِ عِلْما بأن لَيْسَ * يَدُومُ النَّعِيمُ والبَلْوَاْءُ
إذَا عَقَدَ القَضَاءُ عَلَيْكَ أَمْرا * فَلَيْسَ يَحُلُّهُ إِلاَّ القَضَاءُ
فَمَا لَكَ قَدْ أَقَمْتَ بِدَارِ ذُلٍّ * وأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ فَضَاءُ
تَبَلَّغْ باليَسِيْرِ فَكُلُّ شَيْىءٍ * مِنَ الدُّنْيَا يَكُوْنُ لَهُ انْتِهَاءُ
فَلَوْ كَاْنَتِ الدُّنْيَا تُنَالُ بِفِطْنَةٍ * وَفَضْلٍ وَعَقْلٍ نِلْتُ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ
وَلَكِنَّمَا الـأَرْزَاقُ حَظٌّ وَقِسْمَةٌ * بِفَضْلِ مَلِيْكٍ لاْ بِحِيْلَةِ طَاْلِبِ
لَعَمْرُكَ مَا الإْنْسَانُ إِلاَّ بِدِيْنِهِ * فَلاَ تَتْرِكِ التَّقْوَى اتِّكالاً عَلَى النَّسَبْ
فَقَدْ رَفَعَ الإِسْلاَمُ سَلْمَانَ فَارِسٍ * وَقَدْ وَضَعَ الشِّرْكُ الشَّرِيْفَ أَبَا لَهَبْ