مختــــــــارات
إذَا اشْتَمَلَتْ عَلَى الْيَأْسِ القُلُوْبُ * وَضَاْقَ بِمَا بِهِ الصَّدْرُ الرَّحِيْبُ
وأَوْطَنَتِ المَكَارِهُ واطْمَأَنَّتْ * وَأَرْسَتْ فِي أَمَاكِنِهَا الخُطُوْبُ
وَلَمْ تَرَ لانكِشَافِ الضُّرِّ وَجْها * وَلاَ أَغْنَى بِحيْلَتِهِ الـأَرِيْبُ
أَتَاكَ عَلَى قُنُوْطٍ مِنْكَ غَوْثٌ * يَمُنُّ بِهِ اللَّطِيْفُ المُسْتَجِيْبُ
وَكُلُّ الحَادِثَاتِ إذَا تَنَاْهَتْ * فَمَوْصُولٌ بِهَا فَرَجٌ قَرْيَبُ
إصْبِرْ على الدَّهْرِ لا تغضَبْ عَلَى أَحَدٍ * فَلاَ تَرَى غَيْرَ مَا في الدَّهْر مخطوطُ
ولا تُقِيْمَنْ بدارٍ لا انتِفَاعَ بِها * فالـأرْضُ واسِعَةٌ والرِّزْقُ مَبْسُوطُ
تَرَدَّ رِدَاْءَ الصَّبْرِ عِنْدَ النَّوَائِبِ * تَنَلْ مِنْ جَمِيْلِ الصَّبْرِ حُسْنَ العَوَاقِبِ
وَكُنْ صَاحِبا لِلْحِلْمِ في كُلِّ مَشْهَدٍ * فَمَا الْحِلْمُ إِلاَّ خَيْرُ خِدْنٍ وَصَاحِبِ
وَكُنْ حَافِظا عَهْدَ الصَّدِيْقِ وَرَاعِيا * تَذُقْ مِنْ كَمَالِ الحِفْظِ صَفْوَ المَشَارِبِ
وَكُنْ شَاكِرا للَّه فِي كُلِّ نِعْمَةٍ * يُثِبْكَ عَلَى النُّعْمَى جَزِيْلَ الْمِواهِبِ
وَمَا الْمَرءُ إلاّ حَيْثُ يَجْعَلُ نَفْسَهُ * فَكُنْ طَالِبا في النَّاسِ أَعْلَى المَرَاتِبِ
وَكُنْ طَالِبَا لِلرِّزْقِ مِنْ بابِ حِلَّةٍ * يُضَاعَفُ عَلَيْكَ الرِّزْقُ مِنْ كُلِّ جَانِبِ
وَصُنْ مِنْكَ مَاءَ الوَجْهِ لا تَبْذِلَنَّهُ * وَلاَ تَسْأَلِ الـأَرْذَالَ فَضْلَ الرَّغَائِبِ
وَكُنْ مُوْجِبا حَقَّ الصَّدِيْقِ إذَا أَتَى * إِلَيكَ بِبِّرٍ صَادِقٍ مِنْكَ واجِبِ
وَكُنْ حَافِظا لِلْوَالِدَيْنِ وَنَاصِرا * لِجَارِكَ ذِي التَّقْوَى وَأَهْلِ التَّقَارُبِ