أديب كل العصور ***صلى الله عليه و على اله وسلم***

لقد أثار إهتمامي موضوع الأدب في هذا المنتدى العزيز، فأردت أن تشاركوني قراءة موضوع أحسن أديب عرفته العصور.
هذا المقال منقول عن http://www.al-watan.com/data/20061001/index.asp?content=culture

د. العاكوب يحاضر في الصالون الثقافي حول الأدب النبوي

الدوحة ـ الوطن

اقام الصالون الثقافي امسية تحت عنوان «نظرات في الادب النبوي» تحدث فيها الدكتور عيسى العاكوب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة قطر وقدمها الشيخ عبدالسلام البسيوني وحضرها سعادة مبارك بن ناصر آل خليفة الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث وعدد من المسؤولين بإدارات المجلس المختلفة وجمهور المهتمين.

وفي بداية الندوة تحدث الشيخ عبدالسلام البسيوني فرحب بالحاضرين وتقدم بالشكر الى المجلس على اهتمامه بالموضوعات الدينية ضمن انشطة الصالون الثقافي

وقال ان ندوة الليلة حول البيان النبوي مهمة لان اللغة العربية في العقود الاخيرة اقتحمت من قبل مائة عدو وعدو بسبب وسائل الاعلام التي اعتمدت العمليات المختلفة واستعلاء اللغات الاخرى غير العربية، لذلك أجد نوعا من التشاؤم حيال الاهتمام بلغتنا العربية، لكن يعزيني بعض الاصوات الاكاديمية التي تخاف على لغة القرآن التي هي لغة الدين ولغة الدنيا: ولغة القرآن هي اللغة الاولى منذ ابينا آدم وهي لغة اهل الجنة واضاف ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان حريصا على ابراز جماليات اللغة العربية في احاديثه وكان يقول انا افصح العرب بيد اني من قريش ولقد حار اللغويون في فصاحته وفي هذه الليلة يحدثنا الاستاذ الدكتور عيسى علي العاكوب حول البيان النبوي؟

وبدأ الدكتور عيسى العاكوب كلمته بالاعراب عن سعادته وسروره للتحدث في الصالون الثقافي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث وقال ان عنوان لقائنا في هذا المساء هو نظرات في الادب النبوي. فما النظرات؟ وما الادب؟ وما الادب الموصوف بهذه الصفة (النبوي) ومن اين يتعلم الانسان الادب.

واخذ المتحدث يجيب عن هذه الاسئلة التي طرحها فقال: جاء في مقدمة ابن خلدون ان الادب علم لا موضوع له ينظر في اثبات عوارضه او نفيها، وانما المقصود منه عند اهل اللسان ثمرته وهي الاجادة في فني المنظوم والمنثور على اساليب العرب ومناحيهم فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة ـ وقيل الادب هو حفظ اشعار العرب واخبارها والاخذ من كل علم بطرف، يريدون من علوم اللسان او العلوم الشرعية من حيث متونها فقط وهو القرآن والحديث.

وقال الدكتور عيسى العاكوب: الادب النبوي هو ادب المرسل من عند ربه اولا وادب الرحمة ثانيا، ويحسن بكل متأمل لادب المصطفى صلى الله عليه وسلم ان يقف عند هذين الامرين طويلا ويجتهد في تحصيل خصائص هذا الادب وفقا لهذا المعطى القرآني .والادب النبوي ذو غاية سامية بل هو اسمى غاية وهي بيان مراد الله سبحانه وتعالى من الانسان والدعوة الى الله سبحانه وتعالى، قال المولى في الكتاب العزيز «وما ارسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم» وقال تعالى «يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا الى الله بإذنه وسراجا منيرا». الادب النبوي هو ادب افصح العرب حتى قال الرسول عليه الصلاة والسلام «أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ونشأت في بني سعد». الادب النبوي هو ادب من أدبه، وروي ان أبا بكر الصديق قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد طفت في قبائل العرب فما وجدت أفصح منك فمن ادبك؟ فقال عليه الصلاة والسلام: ادبني ربي فأحسن تأديبي. الادب النبوي هو ادب من امتلأ قلبه بالقرآن لفظا ومعنى.

بعد ذلك اخذ المحاضر الدكتور عيسى العاكوب يطوف في بستان الادب النبوي وقال ان ادب الرسول تمثل في خطبه واقاصيصه ودعائه والمشاهد التي تحدث بها عن يوم القيامة فبالنسبة للخطابة كان يراعي مقتضى الحال اي يحدث كل متلقى حسب حاله. فحديثه للعارف المثقف الذكي غير حديثه لمن هو اقل معرفة وذكاء وحديثه للصغير يختلف عن حديثه للكبير.

وتتجلى بلاغة الرسول صلى الله عليه وسلم في رسالته التي ارسلها الى الملوك والقياصرة يدعوهم الى الدخول في دين الله. وتطرق الدكتور عيسى علي العاكوب بعد ذلك الى افتتان المنصفين من العجم ببلاغة الرسول عليه الصلاة والسلام سواء من الالمان او البريطانيين. كذلك افتتان عدد من مفكري الفرس العظماء من امثال جلال الدين الرومي وسعدي الشيرازي.

بعد ذلك فتح باب النقاش ومداخلات الحضور حول بلاغة الرسول وأهمية اللغة العربية وكيفية الحفاظ عليها.

تأثير المعراج النبوي في آداب العالم

الدعاء النبوي او الابتهال

كان رسول الله عليه الصلاة والسلام المثل الاعلى للمؤمن الحق، يذكر ربه في كل طرفة عين متجها اليه مع كل خفقة قلب.

نموذج لدعائه

«اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين وما اقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا ان يفرط علي احد، او أن يبغي عليّ عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله إلا أنت».

شهادات بشرية في بلاغة المصطفى عليه الصلاة والسلام

يقول الاديب الكبير مصطفى صادق الرافعي «هذه هي البلاغة الانسانية التي سجدت الافكار لآيتها، وحسرت العقول دون غايتها، لم تصنع وهي من الاحكام كأنها مصنوعة ولم يتكلف لها وهي على السهولة بعيدة ممنوعة.

ألفاظ النبوة يعمرها قلب متصل بجلال خالقه ويعقلها لسان نزل عليه القرآن بحقائقه. فهي وان لم تكن من الوحي ولكنها جاءت من سبيله محكمة الفصول حتى ليس فيها عروة مفصولة؟ محذوفة الفضول حتى ليس فيها كلمة مفضولة. وكأنما هي في اختصارها وافادتها نبض قلب يتكلم وانما هي في سموها واجادتها مظهر من خواطره صلى الله عليه وسلم.

«ان الرائد لا يكذب اهله والله لو كذبت الناس جميعا ما كذبتكم ولو غررت الناس جميعا ما غررتكم. والله الذي لا إله إلا هو إني لرسول الله إليكم خاصة والى الناس كافة، والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن بما تعملون ولتجزون بالاحسان احسانا، وبالسوء سوءا ، وانها لجنة ابدا او لنار ابدا».

ويقول عليه الصلاة والسلام في خطبة اخرى «أيها الناس ان لكم معالم فانتهوا الى معالمكم وان لكم نهايةفانتهوا الى نهايتكم فإن البعد بين مخافتين: أجل قدمضى لا يدري ما الله فاعل فيه، واجل باق لا يدري ما الله قاض فيه، ليأخذ العبد لنفسه من نفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشبيبة قبل الكبر، ومن الحياة قبل الممات، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الموت من مستعتب ولا بعد الدنيا من دار إلا الجنة والنار».

الرسالة النبوية

اذا نظرنا لما بقي بين ايدينا من رسائله صلى الله عليه وسلم ومعاهداته نجد أنه يتفق كل الاتفاق مع ما شاع من تعريف البلاغة بأنها مطابقة الكلام لمقتضى الحال مع فصاحة فجل هذه النصوص مواد قانونية ارسلت للفصل في أمر يجب الاتفاق عليه فليس مجالها مجال ادب ترفده العاطفية ويوشيه الخيال ولكنها شروط محددة تلتزم الدقة البالغة في التعبير.

ومن نماذج ذلك رسالته الى كسرى «بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله وشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله أدعوك بدعاية الله عز وجل فإني أنا رسول الله إلى الناس كافة، لأنذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين، أسلم تسلم،فإن أبيت فعليك إثم المجوس».

وتتجلى فيها الدقة واصابة الهدف مع الايجاز والوضوح

الأقصوصة النبوية

«كانت القصة الهادفة احدى رسائل محمد في الاقناع والتأثير وقد نقلت كتب الحديث قصصا كثيرة مما حكى الرسول عليه الصلاة والسلام واذا اردنا الدقة الفنية فلنقل اقصوصة لا قصة، لان علماء هذا الفن يطلقون الاقصوصة على القصة القصيرة التي يعالج فيها الكاتب جانبا من حياة لا كل الجوانب».



و تقبلوا تحياتي و فائق احترامي...