اعرفْ ربـكَ أولاً

طَفِقِـتْ نفسي تجـادلْ ذاتَ يومٍ وتسائـلْ
قلـتُ : عفـواً يا إلهي فأنا في العيّ باقـلْ
سألتـني عنـكَ نفسي ، وأنـا يا رب جاهـلْ
هاتفٌ وشوشَ روحي من وراءِ الغيبِ قائـلْ
إنـهُ مـنا قـريبٌ لا تـراهُ عـينُ جاهـلْ
وهو في كل مـكانٍ لأولي الألبـاب ماثـلْ
هاتفٌ وشوشَ روحي من وراءِ الغيبِ قائـلْ
إنـهُ مـنا قـريبٌ لا تـراهُ عـينُ جاهـلْ
وهو في كل مـكانٍ لأولي الألبـاب ماثـلْ
في هدير البحرِ بالأنغامِ في حضنِ السواحـلْ
في مسيرِ الزهر في الآكامِ في عذب المناهـلْ
في صرير الصقر في الأقلام في ضوء المشاعلْ
في ظهور الفجرِ في الإظلام في لون الأصـائلْ
في شعـور البـر والأنعـامِ في جو الأماثـلْ
في نشور البـذرِ بالأكمام في غرس الشمائـلْ
في الخلايـا والشرايين ، وفي لطـف المفاصلْ
في مرايـا العينِ في الأعصاب في حسن الأناملْ
هو باري الروح ، والأرواح كـم أعيت مسائـلْ
خلـق الإنســانَ أعطـاهُ بيـانـاً ونـوافـلْ
حكمـةُ العجمـاءِ فيهـا خـير برهـان لغافـلْ
ونظـام الكـونِ _لو فكـرتَ فيه _ فهو هـائلْ
فتـأمـلْ قـمـراً قــدّرهُ تـلكَ المنــازلْ
إن في خلـقِ السمـا والأرض آيــاتٌ لعاقلْ
عـالـمٌ حلـو البرايـا كل شيء فيـهِ كامـلْ
جـلّ مـنْ أحيـا مواتـاً وحبـاهُ سحر بابـلْ
صـارَ تُـربُ الأمـس قلبـاً يتغنى ويغـازلْ !