الدموع

موضوع: الدموع الثلاثاء 08 يناير 2008, 6:16 pm

الدموع

لم تكن الدموع يوماً دليل ضعف أو استكانة فحسب، بل ظلت عبر الزمن رمزاً للنبل الإنساني في أرقى مشاعره، مع ذلك فالدموع لها فوائد صحية في حماية القرنية وتنظيفها ، ومعالجة حالة الاكتئاب .. بل وإضافة التألق والجمال للعين.. ومن لا تدمع عيناه يصاب بجفاف العين، ويستدعي هذا علاجه بالقطرات الخاصة..
والدموع أنواع: فدموع الرجل غير دموع المرأة وعموماً فإن الدموع دائما ما تحمل الأحاسيس المعبرة عنها، وفي هذا جاء قول الإمام علي بن أبي طالب حين قال " ما بكت عين إلا ووراءها قلب "
وكم للدموع من قصص وحكايات ،فقد عرفت طريقها إلى حدقتي هتلر حين عزم على الانتحار مع معشوقته الجميلة ايفا براون فكانت كدموع الرجل الجريح ..وقد تحجرت الدموع في عين نابليون بونابرت وهو يقف حداداً فوق ربوة أهرامات مصر الشامخة ,مودعاً إياها قبيل رحيله إلى فرنسا وكانت دموع وداع المجد .وعلمياً يقال إن الدموع ما هي إلا رسالة موجهة من المخ إلى الغدة الدمعية ناتجة عن انفعالات داخلية. نميز بين نوعين من الدموع:
الدموع الأساسية :
وهي التي تفيض من عيون جميع البشر تفرزها الغدة الدمعية بانتظام ويتم تصريفها من العين بانتظام عبر مجرى الدموع وهي تتسلل إلى داخل الأنف ,والحلق .
وللدموع عدة وظائف منها ,غسيل العين من أي أتربة أو ميكروبات يمكن أن تصل إلى الجزء الأمامي من العين وهي مهمة جداً لتغذية القرنية وبياض العين ,علماًً بان القرنية هي العضو الوحيد في الجسم الذي لا يحتوي على أوعية دموية لأنه شفاف و يعتمد في تغذيته على السوائل المحيطة به ,المتمثلة في الدموع ,وإذا ما قل إفراز الدموع أو جفت لأي سبب فان ذلك يسبب مشاكل للقرنية ,مما يؤدي للإصابة بجفاف العيون وهو ما يعتبر حالة مرضية ,يجب معالجتها بالاستعانة بالدموع الصناعية ,المتمثلة في صورة القطرة وتستخدم حسب الحالة .كما أن للدموع أهمية كبيرة في عملية انكسار الضوء وحدة الإبصار فمن يصاب بجفاف الدموع أو قلتها كثيرا ما يؤثر ذلك على قوة إبصاره .
الدموع الانعكاسية:
وهي تحدث إما نتيجة انفعال فيتحكم في ذلك الجهاز العصبي أو نتيجة تعرض العين لزيادة في الضوء أو لمادة تؤدي إلى تهيج العين مثل النشادر أو البصل ,أو بعض الغازات أو الكيماويات .. وهناك أيضاً أسباب مرضية كانسداد مجرى الدموع أو زيادة إفرازها ,و في حالة شلل العصب السابع للعين " شلل نصف عضلات الوجه "يحدث فيضان من دموع تتدفق بصورة شبه مستمرة من العين لعدم القدرة على التحكم
فيها . وكذلك فان الإصابة بأي مرض من أمراض الجزء الأمامي من العين ,عادة ما تصحبه دموع
أمراض القرنية ,وأمراض الملتحمة ,كل أنواع الرمد .ومن العجيب أن حالة جفاف العين تؤدي إلى تزايد الدموع ,إذ انه في حالة جفاف العين ,تكون الدموع الأساسية قليلة فينتج عن ذلك جفاف القرنية وهنا تظهر الدموع الانعكاسية في محاولة للتعويض أما الفرق بين مكونات الدموع الأساسية والانعكاسية فهو أن الأولى مركزة تحمل كل المزايا ,أما الثانية فإنها تحتوي على نسب أقل من الفوائد الخاصة بالعين ولا تقوم بنفس الوظائف ...
ثمة اعتقاد خاطئ بان كثرة الدموع تؤذي العين أو تتسبب في أضرار لها غير أن ذلك
الادعاء غير صحيح فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن لكل جزئية من مكونات الدموع فائدة وليس لكثرتها أي تأثير على قوة الإبصار ,كما يتصور البعض .إلا أنها في بعض الحالات المرضية مثل انسداد مجرى العيون فإنها إذا ما استمرت لمدة شهور وسنوات دون توقف قد تؤدي إلى تليين في الجفن الأسفل ,يعقبه تباعد الجفن عن العين وهنا يستلزم التدخل الجراحي لإعادة الجفن لوضعه الطبيعي ، أما عروق العين فحينما تصاب بالاحمرار أثناء البكاء أو يصاب الجفن بالتورم ,فان ذلك يرجع إلى نفس سبب الانفعال وليس للدموع .
وفيما يختص بالطب النفسي " البكاء بالنسبة للإنسان السوي يؤدي إلى الراحة أو على الأقل يتسبب في الإقلال من حدة الألم النفسي ,الذي غالباًً ما يسيطر على المشاعر ، فيصل في بعض الأحيان إلى فقدان الرغبة في الحياة وهناك عدة أنواع من الدموع .
دموع الفرح :
ثمة مفاجآت تسبب انهمار الدموع برغم أن بواعثها مفرحة وليست حزينة ، كما هو حال الأم التي تبكي عند رؤية ولدها القادم من الغربة ، وهي فرحة للقائه .. أو كما هو الحال عند صدور النتائج لامتحانات الشهادات ، إذ تنهمر دموع الفرحة لطالبة أو طالب تمكن من تحقيق ما سعى إليه بكل جد ، واجتهاد ، وتجدهم لا يقاومون انهمار الدمع ، وقد شارفت أحلامهم على التحقق ..
دموع التماسيح
درج عند العامة أن يستخدموا تعبير " ضحك الضباع " ويقصدون به تداعي الضحك في غير موضعه ، وكذلك " دموع التماسيح " في تعبيرهم عن دموع الكذاب ، أو المخادع وقد عرف عن التماسيح أنها تطفو على سطح الماء بعد التهام فريستها ،وتفتح فمها فتقوم بعض أنواع الطيور بمهمة تنظيف أسنانها من بقايا اللحوم التي افترستها وهنا تدمع عيون التماسيح من فرط الشعور بالنشوة والرضا والاسترخاء وليس ندماً عما فعلت وهكذا أطلق على الدموع المزيفة " دموع التماسيح " لأنها دموع لا تعبر عن عاطفة أو حزن أو ألم وإنما هي عادة ما تكون لطلب مصلحة أو للهروب من مأزق .
دموع الألم الجسدي
هناك دموع تنتج عن الألم الجسماني وبالذات آلام الأسنان والمغص الكلوي
والكسور ...فمن شدة الألم تنهمر الدموع معلنة عن حدوث "زلزال "داخل جسم الإنسان .
حتى الأطفال الرضع فإنهم عادة ما يبكون دون دموع ,فهي لغة لم يتعلم الطفل سواها بعد وتكون لطلب شيء من الأم ,لكن حينما يعاني من مشكلة صعبة مؤلمة ,مثل المغص أو حدوث التهابات فانه في هذه الحالة يبكي دمعاً وهنا تعرف الأم أن شيئا ما يؤرق ابنها فتحاول بكل الطرق علاج المشكلة التي تؤلم طفلها ...
دموع اليأس:
وتأتي حين يكتشف شخص ما أنه مريض بمرض قاتل فيصاب بحالة من اليأس, والرعب فلا يستطيع أن يعبر عن مشاعره بالكلمات فتكون الدموع في ذلك الوقت أبلغ تعبيراً من الكلمات.
دموع الندم أو التوبة :
حين يفقد الإنسان شيئاً ثميناً كان في متناول يده ولم يتمكن من المحافظة عليه وحين تضيع سنوات العمر هباء في الوصول إلى هدف ,ثم نكتشف في النهاية أنه سعي وراء سراب ، كذلك في لحظات الوصول إلى الصحوة الدينية والتقرب إلى الله عبر التوبة,حينئذ يشعر الإنسان بالندم عما فات ,ويتمنى أن يعود به الزمن للوراء فيتصرف بصورة مختلفة ,هنا تكون الدموع هي أسهل ، وأصدق أسلوب يعبر به عما يجول في قرارة نفسه .
دموع اكتئابية :
الاكتئاب مرض العصر ، ولا سيما الأذكياء ،فمعظم العظماء لا بد وأن يكون قد أصابهم الاكتئاب يوما ما .
أنواع الاكتئاب:
1- فعل ورد فعل "اكتئاب موقفي ناتج عن فشل في الدراسة أو الحب أو العمل "...
2- اكتئاب ناتج عن فقدان عزيز أو فقدان القدوة .
3- اكتئاب السن ,وهو اكتئاب الشيخوخة .
هناك فرق بين دموع الرجل ودموع المرأة ,فالمرأة بصفة عامة تتصف برقة الأحاسيس والضعف الذي هو سمة أساسية من سمات أنوثتها ,لذلك فإن دموعها لا تهينها ,بل تزيد من جمالها وأنوثتها ورقتها أما صفات الرجولة فتتسم بالإحساس بالكرامة ,والنبل والفروسية والشجاعة والقدرة على حماية الأسرة وإنكار الذات بل والتضحية بالنفس عند اللزوم والمسؤولية وهذه الصفات الخاصة بعالم الرجال موجودة لدى بعض النساء. دقة أحاسيس المرأة تنشأ مع تكوينها الهرموني وهذه الهرمونات تجعل مشاعرها العاطفية سريعة وجياشة مما يسيطر على غريزة الأمومة بداخلها .
وعلى صعيد آخر هناك من البشر من لا يبكي مطلقاً...وهؤلاء مصابون بمرض اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع, أي أنهم يفقدون الحس البشري وهناك أمثلة كثيرة: داخل أسوار السجون, فعادة ما يتحول صاحب هذا المرض إلى مجرم فاقد الحس.
الحفاظ على الدموع :
الحفاظ على الدموع الطبيعية للعين هـو شكل آخر للحفاظ على العين في حالة رطبة. وفى الوضع الطبيعي فإن الدموع يتم تصريفها من خلال قناة صغيرة إلى الأنف ( وذلك هو سبب الرشح من الأنف أثناء البكاء ). ويمكن لطبيب العيون غلق هذه القناة بصفة مؤقتة أو دائمة للحفاظ على الدموع الطبيعية لفترة أطول فوق سطح العين.
الطرق الأخرى :
بما أن الدموع تتبخر مثل أي سائل آخر من فوق سطح العين فإن أحد خطوات علاج جفاف العين هو منع هذا التبخر. وذلك ممكن باستعمال مصدر لإضافة الرطوبة داخل الغرفة التي يجلس المريض بها.
يمكن ارتداء نظارة ذات حواف جانبية لمنع تأثير الرياح في زيادة تبخر الدموع ولكن قد يعيق ذلك الرؤية الطرفية أثناء القيادة. يجب تجنب الجلوس في غرفة ذات درجة حرارة عالية أو استعمال مجفف الشعر والبعد عن التيارات الهوائية الشديدة والامتناع عن التدخين وقد يشكو البعض من الشعور بالحكة في العينين عند الاستيقاظ صباحاً وهو ما يمكن علاجه باستعمال مرهم بكمية بسيطة قبل النوم. كما أن جفاف العين يسبب نقص فيتامين ( أ ) من الوارد حدوثه وبالذات في الدول الفقيرة وغالباً ما يصيب الأطفال ويعالج باستعمال مراهم تحتوي على الفيتامين .

موضوع: رد: الدموع الأربعاء 09 يناير 2008, 4:07 pm