jamali نائب المدير العام
عدد الرسائل : 319 الدولة : تاريخ التسجيل : 28/05/2007
| موضوع: من تجليات الإرث الحضاري في الأسطورة العربية الثلاثاء 19 أغسطس 2008, 3:51 pm | |
| من تجليات الإرث الحضاري في الأسطورة العربية يبدو أن الحديث عن الأسطورة :بات من ضروب ثقافة يزعم دعاة ما بعد الحداثة ومشتقاتها أنها أصبحت من الموديلات القديمة ، التي تكبل الثقافة العصرية وتعيقها من الانعتاق إلى فضاءات ما بعد الفكر البرجوازي السلفوي،أو على الأقل طالبوا بإخضاعها الى معايير ليست بالضرورة تنسجم والمعايير المعتمدة في الدراسات الأركولوجية عادة ، كمفارقة اتهام الفكر الأسطوري بمجافاة العلم وكأن الأسطورة نظرية علمية ، فكثر المصفقون الاعتباطيون لمثل هذه الدعوة، متجاهلين دور الأسطورة في حفظ القيم والعادات والطقوس والإرث الحضاري عبر الأجيال، لترسيخ الثقافة ومنحها قوة التثبيت التي لاغنى عنها لضمان استمرار الثقافة بحيويتها، وتأصيلها عبر ارتباطها بجذورها، لتتماهى با لمعطيات المعرفية الإبداعية ،لأنها تشارك هذه المعطيات في التأسيس المعرفي وتشكل الأرضية المؤازرة للمعطى الإبداعي والفكري، وتساهم في إيجاد حلول فريدة، ولما كان الإبداع هو تلك القدرة على إيجاد الحلول للمشكلات، فان الأسطورة تقدم النظائر والدروس والعبر والأمثال والقرائن لهذه المشكلات، وبالتالي تقدم الروافد المعرفية والسلوكية والرمزية لتهيئة الفعل الإبداعي ، فكما كان لعشتار المعبودة البابلية ومعادلها المصري ايزيس تلك القوة في التثبيت لإلهة الحب والحرب الفينيقية(عشتروت) ومساهمتها في التكوينات الإبداعية عبر التاريخ ، فان من الجائز تماما الحديث عن دورها التقليدي في تكريس هذا الحيز لدى المثقف العربي ودعم الركائز المعرفية التاريخية التي يستند إليها, بما أنها أسطورة عربية جذورها التاريخية متأصلة في الذاكرة الجماعية، وإذا كانت قد عرفت بمسميات مختلفة لدى الشعوب عبر التاريخ فان ذلك لا يحبط مشروعية تناولها عربيا ،في الوقت الذي تشهد فيه الثقافة العربية حملات التشكيك والإنكار والتجني والتطاول على أصالتها وقيمها،عبر غزو ثقافي منظم مشبوه ، تقوده الصهيونية العالمية ويروج له الإعلام المتاجر والهابط والمثقفون الذين ركبوا هذه الموجه. والأسطورة معجميا : كالأعجوبة والأحدوثة , من سطر, أي كتب وما كتبه الأولون من أخبار الأمم , قال ابن قتيبة: أساطير الأولين وما سطر منها،ما كتب منها،وكاد المفسرون يجمعون على معنى واحد هو الأباطيل, فهذا القرطبي يعدها الأقاويل التي تكتب أما في صحيح البخاري فهي الترهات ، والبيضاوي يعدها من الأكاذيب ,والثعالبي يفسرها بالأعجوبة والأضحوكة, وأبي السعود ينسبها إلى ما سطره المتقدمون من الخرافات, وفي كتاب فتح القدير وردت على أنها من الأباطيل والترهات والكذب، أما في لسان العرب فالأسطورة واحدة من اسطارة وهو جمع الجمع واحدة اسطار جمع سطر،فهي أحاديث تشبه الباطل, وهي كتب الأولين لدى ابن كثير وغيره (1) ..الخ وقياسا على هذه التعريفات والنعوت للأسطورة التي ألبستها لبوسا ً مأشوبا ً مما حال دون وضع الأسطورة بموضعها الصحيح على أنها معطى ثقافي وقيمي وحضاري فعدها العامة من قبيل الخرافات التي لا تصلح سوى للتسلية وعدها الدين من أباطيل الأولين الضالين مما لحق بها من التهميش والازدراء و المصارمة فجاء ت الأسطورة في آخر اهتمامات الباحثين المتقدمين وهذا برأينا أحد أسباب الإفك الذي لحق بالأسطورة العربية وفيما بعد كان الإهمال والرفض والإلغاء إلا أن الأسطورة متجلية في ثقافتنا ومخزونة في ذاكرتنا البعيدة ، وبصرف النظر على الموقف منها فهي كينونة تاريخية متجسدة ومتجذرة في أعماقنا. منقول | |
|
هلالي نائب المديرالعام
عدد الرسائل : 480 الدولة : تاريخ التسجيل : 27/04/2007
| موضوع: رد: من تجليات الإرث الحضاري في الأسطورة العربية الأربعاء 10 سبتمبر 2008, 1:05 pm | |
| | |
|